القدس المحتلة: اعتبر القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، ديمترى دلياني، أنَّ الترويج لتحريض الولايات المتحدة الأمريكية على السلطة الفلسطينية، عبارة عن نوع من الاستكبار على الوضع الراهن من تدهور الحالة السياسية والأمنية والاقتصادية والتعليم، والتوغل على القانون وإلغاء الحياة الديمقراطية الفلسطينية؛ وبالتالي فإنَّ الولايات المتحدة ليست بحاجة لوصف حالة السلطة التي يقرأها ويعرفها المواطن الفلسطيني.
وقال دلياني، في تصريحاتً له اليوم الخميس، على أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى التحريض على السلطة؛ لأنَّها تُمسك بزمام الأمور مع دولة الاحتلال، بمعنى أنّه في حال رغبتها باتخاذ أيّ إجراء ضد السلطة، فلن تكون عاجزة عنه.
وأضاف: “إنَّ الولايات المتحدة قلقلة من شيء واحد، وهو أنَّ السلطة باتت غير قادرة على القيام بالوظيفة التي اختزلت نفسها فيها، وهي حماية إسرائيل؛ نتيجة الهجمات في نابلس وجنين خلال الأيام الأخيرة” ، مشيراً إلى أن هذه القراءة نابعة من قلق الولايات المتحدة على إسرائيل كونها الراعي الرسمي والحامي الأول لدولة الاحتلال.
وأكد دلياني على عدم وجود وزن دبلوماسي للسلطة منذ اعتبرت التنسيق الأمني مقدسًا، و أصبح هناك وظيفة واحدة لها وهي حماية أمن إسرائيل التي استغلت قبول السلطة بهذا الوضع لصالحها، مضيفاً أن التأثير الفلسطيني كان نابعاً من قوة منظمة التحرير الفلسطينية خلال فترة الثمانينات وقبل الاعتراف بها .
وحول وجود تهديد فعلي لبقاء السلطة، قال دلياني: “إنَّ السلطة بإلغائها الانتخابات العامة، دقت المسمار الأخير في مستقبلها السياسي ومستقبل قياداتها الحالية”، مُستبعداً وجود قائد للسلطة الفلسطينية إلا بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني في يوم واحد وبشكلٍ حر؛ ليقول الشعب كلمته.
وأكد على أن السلطة المنتخبة سيكون دعم لها وستحظى بالقوة اللازمة والمطلوبة؛ لتقوم ليس فقط بالمهام الأمنية بل بإنجازات سياسية تخدم القضية الفلسطينية، وأنّ يتم دفن قضية التنسيق الأمني المقدس واستبداله بالمصلحة الوطنية الفلسطينية المقدسة.
وأوضح دلياني، أنَّ الولايات المتحدة، ارتكبت خطأً جسيماً بدعم السلطة في إلغائها للانتخابات، لافتاً إلى أنَّ انهيار السلطة ككيان خدماتي وسياسي قد حصل؛ لكِن بقيت الوظيفة الأمنية.
وأضاف: “إسرائيل لن تسمح بانهيار هذه الوظيفة التي تقوم بها السلطة الفلسطينية، لكِن معركة شعبنا مع الاحتلال مستمرة، فهو الذي أفشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وبالتالي فإنَّ الخاسر الأكبر من هذه العملية هو السلطة”.