في ظل تصعيد ممنهج لجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن “عقوداً من التجريد من الإنسانية التي يتعرض لها شعبنا ليست إلا جزءاً من استراتيجية صهيونية بدأت منذ ما قبل تأسيس دولة الاحتلال، حيث جرى إعداد الأرضية لارتكاب أبشع الجرائم ضد الإنسانية.” وأضاف قائلاً: “منذ النكبة، يعاني الشعب الفلسطيني من التهجير القسري واعتداءات متواصلة تستهدف هويتنا وتاريخنا وعمقنا الثقافي، في سياق سياسة متكاملة تهدف إلى طمس وجودنا وحرماننا من حق الحياة الحرة الكريمة في وطننا.”
وتابع دلياني محذراً من الخطر المتزايد للتحريض المنظم ضد الشعب الفلسطيني، موضحاً: “الاحتلال يسعى عبر حملات تحريضية ممنهجة إلى تجريد شعبنا من إنسانيته على الساحة الدولية، محاولاً إظهاره كأقل من البشر لتبرير الجرائم البشعة التي تُرتكب ضدنا.” وأضاف: “إن هذا الترويج لنزع الإنسانية عن شعبنا هو في حد ذاته مقدمة حتمية للجرائم الوحشية، ومنها الابادة، التي تمارسها قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.”
وفي حديثه عن غزة، أشار دلياني إلى أنها “النموذج الأبرز لما يمكن تسميته بـ ‘ اكبر معسكر اعتقال في تاريخ البشرية’، حيث يعاني شعبنا من حرب إبادة وحصار خانق، في محاولة لطمس وجودنا جسدياً وثقافياً.” وأردف قائلاً: “التدمير الشامل الذي تشهده غزة ليس إلا نتيجة لسياسة متعمدة ترمي إلى سحق كل مظاهر الحياة الفلسطينية.”
وطالب دلياني المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، داعياً إلى محاسبة دولة الاحتلال على جرائمها المستمرة. وشدد على أن “أي حل عادل ودائم لن يكون ممكناً دون الاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية بعيداً عن الاحتلال، التهجير، الأبارتهايد، والمجازر المستمرة.” وأضاف قائلاً: “إننا نطالب بإنهاء فوري لحرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال في غزة، وجرائم الحرب التي ترتكبها في القدس وبقية أراضي الضفة الفلسطينية المحتلة، وعلى العالم التحرك بسرعة لوقف هذا النزيف الإنساني المستمر.”
وختم دلياني مؤكداً: “شعبنا الفلسطيني له حق في الوجود، لا في مجرد البقاء على قيد الحياة. إنه حق طبيعي لا يمكن لأي قوة أن تسلبه منا.”