آخر الاخبار

سيرة الشهيد اللواء عبد المعطي السبعاوي

غزة:

ولد الشهيد القائد الفلسطيني اللواء الركن عبد المعطي السبعاوي، المكنى بـ”أبو ياسر” بحي التفاح بمدينة غز في عشرين تموز 1947م، لعائلة مُهاجرة من مدينة يافا في فلسطين المحتلة 1948م، وكان والده رحمة الله الشيخ حسين السبعاوي أحد الثوار الذين شاركوا بثورة القسام مع ثله من القادة والمناضلين أمثال الشهداء مدحت الوحيدي وأًبو الوليد داود وعبد ربه الافرنجي.

تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي بمدرسة هاشم بن عبد مناف، وحصل على الثانوية العامة في مدرسة فلسطين والتحق في مجموعات الفتوه في المدرسة الثانوية وتلقى تدريباته العسكرية على يد ضباط فلسطينيين من جيش التحرير الفلسطيني، وتعلم فنون الرماية بالسلاح والوثب وكان مولعاً بها وأحد أنشط الطلاب في مدرسته والمدارس الأخرى.

التحق في صفوف حركة فتح مبكراً هو ورفيق صباه الشهيد هاني الدبيكي، وكان آنذاك طالباً في مدرسة فلسطين الثانوية بالمجموعات الأولى للحركة، وقد التحق ضمن مجموعه تابعة لحركة فتح في مدينة غزة مع بداية الاحتلال، وتم اعتقالهم من قبل الأمن المصري في مقر السرايا وكان في حينها يقودهم الدكتور المرحوم عمر سكيك أحد قيادات الحركة وعضو بالمجلس الثوري وأحد مؤسسين الخدمات الطبية العسكرية، ويقودهم سياسيا أحد مؤسسي حركة فتح وعضو اللجنة المركزية عوني القيشاوي.

وحين أقام الشهيد ياسر عرفات قاعدته الارتكازية داخل الوطن واتخذ من مدينة نابلس والقدس ورام الله موقعه متنقلاً ينظم مجموعات حركة فتح ويقودها بشكل ميداني، خرج الشهيد عبد المعطي السبعاوي ليلتقيه وينقل إليه رسالة من حركة فتح في قطاع غزة إلى مدينة نابلس وكان آنذاك أصغر أعضاء مجموعات فتح في مدينة غزة وكان هو الرسول، والذي يقوم بنقل السلاح إلى الحركة في الضفة الغربية من مخلفات الجيش المصري في غزة ويأتي بالأسلحة الناقصة لمجموعات فتح في غزة.

قامت مجموعات حركة فتح في قطاع غزة بالقيام بسلسلة عمليات ضد قوات الاحتلال الصهيوني أوجعته، فشددت قوات الاحتلال الخناق على القائد عبد المعطي السبعاوي، مما اضطره إلى مغادرة أرض الوطن باتجاه الأردن في نهاية عام 1967م، وقد التحق بصفوف قوات الثورة هناك، وكان في ذلك الوقت قد بلغ العشرين حين لاحظت القيادة إمكانياته وخبراته العسكرية، ليتم اختياره للمشاركة في دورة عسكرية في الصين.

ومن أهم العمليات العسكرية التي شارك بها عملية غور الصافي التي احتلت خلالها قوات الثورة أماكن داخل الوطن المحتل وقامت بدحر قوات الاحتلال الصهيوني منها عام 1968م، وكانت بقيادة اللواء الشهيد موسى عرفات.

وكان أحد أبطال معركة الكرامة المغاوير وشارك في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م، وكان ضمن القوات المرابطة على الجبهة اللبنانية، وقد أسرته القوات الصهيونية في لبنان وبقي في الأسر مدة ستة أشهر، وقد تم منحه صفة جندي مصري، ثم أُفرج عنه ضمن تبادل للجنود المأسورين وعاد إلى مصر، وقد جن جنون القوات الإسرائيلية حين علمت أنه أحد قادة حركة فتح.

وتولى منصب رئيس عمليات القطاع الجنوبي بالأردن، وكان أحد مسئولي القطاع الغربي بعد عام 1971، وقائد القوات المحمولة في لبنان، وقائد قوات الثورة الفلسطينية على الساحة اللبنانية بعد العام 1982م.

وفي لبنان، عمل ضمن القطاع الغربي لحركة فتح، والمسئول عن العمليات العسكرية داخل الوطن المحتل مع القائد هندي الشوبكي وبإشراف الشهيد القائد خليل الوزير، وبعدها عمل ضمن قيادة الشهيد صبحي أبو كرش وتلقى دوره عسكرية لقيادة الكتائب عام 1977م في الاتحاد السوفيتي، ثم دورة قيادة كتائب دبابات بعدها بعامين، وتولى مناصب عديده وبعد معركة بيروت الخالدة تلقى دورة قيادة أركان في يوغسلافيا.

بعد الخروج من بيروت عاد إلى طرابلس وتولى منصب نائب القائد العام لمنطقة طرابلس، وبعد اشتداد المعركة والهجمة السورية والليبية وخروج الثورة مره أخرى خرج إلى الجزائر وعاد إلى جنوب لبنان في أوائل أغسطس 1985م، ليؤدي مهمه حماية شعبنا الفلسطيني في جنوب لبنان، وقاد معركة مغدوشه التي نجحت في دحر الاحتلال الإسرائيلية عن القرية اللبنانية المسيحية آنذاك.

عاد الشهيد ليستقر في مصر وعاد مع طلائع قوات الثورة الفلسطينية إلى قطاع غزة وكان أول من دخل القطاع بصحبة اللواء الشهيد زياد الأطرش، قائد قوات الارتباط العسكري، وعمل بمواقع مختلفة في الشرطة الفلسطينية.

وبعد حرب الخليج أيد عملية السلام، واعتبرها نافذه جديدة تفتح على العودة والاستقلال، ولم ينتظر ظهور الخيط الأبيض من الأسود وأسرع في العودة إلى حبيبته غزة، حيث رست سفينته في ميناء السلطة الوطنية وانخرط فوراً في سلك الشرطة، وظل يدافع ببسالة عن حقوق الناس.

وبعد تلاعب سلطات الاحتلال بالاتفاقات، قال “عدنا للوطن ونحن مقتنعين بصنع السلام الشامل، فوجدنا مجتمعا صهيونياً غير ناضج لسلامٍ عادل، وقيادة عنجهية لا ترى ما هو أبعد من أنفها، تحاول شطب تاريخ الشهداء وتحويل السلام إلى استسلام.

واستشهد اللواء الركن عبد المعطي السبعاوي في الثامن عشر من ديسمبر عام 2000م، عقب إصابته بشظايا قذيفة صاروخية أثناء محاولة إبطال مفعولها في منطقة السودانية، على شاطئ البحر شمالي معسكر الشاطئ بمدينة غزة، وطبقاً لبيان صدر عن مدير الشرطة الفلسطينية، فقد كان الشهيد يحاول إبطال مفعول قذيفة مدفع إسرائيلية تم إحضارها إلى وحدة الهندسة في الشرطة من المناطق التي تم قصفها قبل أسبوع من استشهاده، حيث انفجرت القذيفة وتناثرت شظاياها لتصيب جميع أنحاء جسده.

أخبار ذات صلة