عدلي صادق
في إحصاء الأطفال فقط، الذين تُفتت أجسادهم قنابل الأمريكيين والبريطانيين والألمان وغيرهم، وبأيدي حُثالة البشر؛ نكون أمام معدل يومي لا يقل عن عشرة أطفال في كل 24 ساعة. .
في يناير 2015، وفي طقس بارد، تنادى قادة العالم لكي يتصدروا ما سُمي “مسيرة الجمهورية” للتضامن مع الفرنسيين بعد الهجوم على جريدة كاركاتير حقيرة، تنشر رسومات وضيعة للأنبياء. وقد ضمت المسيرة أكثر من مليون شخص في باريس وحدها، وشوهد في الصف الأول، مع الرئيس الفرنسي هولاند ورئيس وزرائه والرئيس السابق ميتران، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وملك الأردن (مع زوجته للتأكيد على كفكفة الدمع الفرنسي) ومحمود عباس رئيس السلطة، ورئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو و 37 رئيس وزراء من العالم، وشوهد أيضاً نحو 80 وزير خارجية، وبالطبع لم يتخلف مجرم الحرب نتنياهو.
بلغت تقديرات عدد الذين شاركوا في مسيرات المدن الفرنسيةأربعة ملايين متعاطف. وربما لو كان ضحايا الهجوم على المجلة، عشرة أطفال فرنسيين، سيحضر التشييع أضعاف هذا العدد، أما لو كانوا يهوداً، فإن الدنيا ستنقلب.
على الرُغم من ذلك فإن معدل ضحايا كل يوم في بلادنا، من الأطفال أحباب الله وحدهم، لا يستحق بياناً كل شهر، من الأقربين والأبعدين، علماً بأن أطفالنا يمجدون الأنبياء ويؤمنون بهم ولا يحتقرونهم.
قادة العالم المرائين لا يكلفون أنفسهم مجرد بيان في كل شهر، دون أن يتجشم أحدٌ مشقة السفر والمشي في شوارع باريس.