اقرأ أيضاً

بيانات صحفية

في الذكرى الـ32 لاغتياله … الشهيد “صلاح خلف” ضمير الثورة الفلسطينية ودرعها الحامي

الشهيد القائد صلاح خلف “أبو إياد”  درع الثورة ، و المفكر والمثقف والسياسي الكبير ، هو الرجل الناصع الموحد الذي يجمع الساحة الفلسطينية على موقف إنساني واحد .

ولد صلاح خلف عام 1933 في مدينة يافا، حيث أقامت عائلته القادمة من غزة، وكان والده يعمل موظفا في السجل العقاري في يافا.

أنهى صلاح خلف المرحلة الابتدائية والإعدادية في يافا، والتحق وهو فتى بأشبال النجادة والتي كانت تعتبر تنظيمًا فلسطينيًا كان يعمل على مقاومة الاستعمار البريطاني والأطماع اليهودية في فلسطين، حيث كان هذا التنظيم  يدرب أعضائه باستخدام البنادق الخشبية نظرا لعدم توفر السلاح.

تعرض وقتها للاعتقال على أيدي قوات الانتداب البريطاني عام 1945 ولم يكن قد أتم الثانية عشر من عمره، ثم انتقل إثر نكبة عام 1948إلى غزة وعائلته، وأنهى فيها دراسته الثانوية، والتحق في عام 1951 بكلية اللغة العربية في جامعة الأزهر، وحصل على دبلوم تربية وعلم نفس من جامعة عين شمس.

عام 1954 وخلال فترة وجوده في مصر تعرف على الراحل ياسر عرفات الذي كان طالبا آنذاك، وجرى بينهما تعاون نضالي من خلال رابطة الطلاب الفلسطينيين، ثم من خلال رابطة الخريجين الفلسطينيين، وعكفا وآخرون على التفكير في تأسيس حركة “فتح”.

وبعد أن أنهى أبو أياد دراسته في مصر عاد إلى غزة عام 1957 للتدريس وبدأ عمله السري في تجنيد مجموعات من المناضلين وتنظيمهم.

تعاقد صلاح خلف مع بعثة الكويت عام 1959م للعمل مدرساً فيها، ونظراً لنشاطه السياسي آنذاك فقد غادر مدينة غزة مكبلاً بالأغلال وتحت الحراسة المصرية حتى سلم الطائرة في مطار القاهرة الدولي .

وفي نفس العام، تزوج صلاح خلف من ابنة عمه المقيمة في القاهرة ورزقا بستة من الأبناء والبنات.

وفي الكويت وبعد أن استقر به الحال انضم صلاح خلف وبعض من الأخوة إلى من سبقوهم من المؤسسين لحركة فتح، حيث كانت فرصة للالتقاء مع ياسر عرفات مرة ثانية وخليل الوزير وفاروق القدومي وخالد الحسن وسيلم الزعنون وعبد الله الدنان وعادل عبد الكريم وآخرين من تنظيم الكويت ، وكان في دولة قطر إخوة لهم ( محمد يوسف النجار – محمود عباس – عبد الفتاح حمود – كمال عدوان – سعيد المسحال وغيرهم ) يعملون بجد ونشاط على استقطاب الجالية الفلسطينية للعمل من أجل قضيتهم وتأطير من تنطبق عليهم شروط العضوية وفي سرية تامة.

شهدت أوساط حركة فتح خريف عام 1964م خلافاً حاداً حول حرب العصابات ، فمنهم من رأى أن الوقت مبكر وكان الطرف الآخر وعلى رأسهم أبو إياد يرى أن الوضع مناسب لبدء الكفاح المسلح ، وأن فتح ستتطور إلى حركة جماهيرية بممارسة الكفاح المسلح واستطاع أبو إياد وبحنكته وحكمته من إقناع المتحاورين برأيه ، حيث جرى توقيت ميعاد أول عملية عسكرية (نفق عيلبون) بتاريخ 31/12/1964م ومنها كانت انطلاقة البلاغ العسكري الأول باسم ( العاصفة ) ، هذا ورغم المضايقات العربية وضآلة الدعم الخارجي والخلافات التي نشبت داخل حركة فتح واصلت الحركة حرب العصابات مما زاد من التوتر بين إسرائيل والبلدان العربية .

تفرغ أبو اياد للعمل النضالي من خلال حركة “فتح”، وتسلم مواقع مهمة وأنجز مهام صعبة في كافة مواقع الثورة في القاهرة ودمشق والأردن وبيروت، وشارك بجانب قيادة حركة فتح وعلى رأسهم القائد  ياسر عرفات في معركة الكرامة بتاريخ 21/3/1968م .

 قام القائد صلاح خلف وعلى مسؤوليته بإصدار بيان اللجنة المركزية للحركة يعلن فيها تسمية ياسر عرفات ناطقاً رسمياً باسم حركة فتح ، وبالتالي باسم العاصمة دون علم القيادة بما فيهم ياسر عرفات نفسه ، وذلك بتاريخ 14/4/1968م  حفاظاً على وحدة الحركة حيث وصلته معلومات تفيد بأن أحد كوادر فتح يستعد لإعلان نفسه قائداً لقوات العاصفة ، ثم أتبعه بنشر تصريح باسم ياسر عرفات يعلن فيه قبوله بالمسؤولية الجديدة وذلك إنقاذاً للموقف .

شارك في قيادة العمليات طيلة سنوات الحرب اللبنانية ، وأثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م لعب القائد / صلاح خلف بجانب أعضاء القيادة الفلسطينية دوراً هاماً ومميزاً في تأمين ظهور المقاتلين وفي المفاوضات التي شهدتها الساحة آنذاك حتى تم الخروج بعد مفاوضات شاقة وعسيرة وصمود أسطوري لمدة ثلاثة أشهر متواصلة ، انتقلت بعدها قيادة المنظمة إلى تونس الشقيقة .

تميزت شخصية صلاح خلف ( أبو إياد) بالصلابة والقوة والعزيمة، إلى جانب تميزه بالسلاسة والمحبة والمرونة في التعامل مع الكادر التنظيمي، وكان له قدرات خطابية وحوارية بارعة في أسر الجماهير، كان يعتبر ضمير الثورة الفلسطينية وصمام الأمان للوحدة الوطنية وصديق أحرار العالم ، وكذلك يعتبر أحد أهم منظري الفكر الثوري لحركة فتح .

تبوأ أبو إياد العديد من المراكز الهامة في حركة “فتح”، إذ كان عضوا في لجنتها المركزية، كما ترأس جهاز الأمن الموحد للثورة الفلسطينية أو ما يعرف بأمن منظمة التحرير الفلسطينية، لذلك تعرض للعديد من محاولات الاغتيال التي نجا منها بفضل يقظته ودرايته.

تعرض أبو إياد لمحاولات اغتيال عديدة على أيدي الموساد الإسرائيلي، باعتباره الرجل الثاني في حركة “فتح”، وباءت محاولاتهم بالفشل، إلى أن طالته يد الغدر بتاريخ 14/1/1991، مع  القادة هايل عبد الحميد (أبو الهول) عضو لجنة مركزية،  وفخري العمري مدير مكتبه وذلك في قرطاج/ تونس.