اقرأ أيضاً

بيانات صحفية

في حارتنا الضيقة

كتب عدلي صادق: سفر حسين الشيخ الى الولايات المتحدة، مقروء في الشارع الفلسطيني ومعروفة أهدافه، ويبدو أن الإدارة الأمريكية التي يخطيء رئيسها في الوصول الى حمام بيته ويحتاج الى من يرشده، تريد بحماقتها أن تدفع “حزب التنسيق المدني والتواطؤ الأمني” الى الانتحار، عندما يُصدّق نفسه ويطاوع الإسرائيلي الذي يتولى بنفسه تشكيل ما يسمى “القيادة الفلسطينية” بعد عباس، مؤسس الكارثة.

في حارتنا الضيقة، حسين الشيخ معلوم الحجم والمواصفات، ومعلومة أيضاً شروط قادة حركات التحرر الوطني ومواصفاتهم. أما المحتلون، فإن جنون الغطرسة والاستعلاء العنصري وعامل الاستقواء بالسلاح الأمريكي، سيأخذهم الى محاولة أخرى لاصطناع أراغوزات تتنطح لقيادة الشعب الفلسطيني، وتذهب به الى ما دون أهداف روابط القرى التي اخترعها مناحم ملسون مستشار الشؤون العربية في الحاكمية العسكرية للضفة في نهاية السبعينيات، وتولاها ضليع في الدسيسة يُدعى مصطفى دودين، اشتغل في غزة والأردن، في مواقع قيادية، ولم يفلح في الضفة!

فكرة اصطناع قيادة فلسطينية من أراغوزات، بتسميتها “روابط قرى” طُرحت في وليمة في بيت رجل أعرق من عباس في العلاقة مع منظمة التحرير قبل حرب يونيو 1967. ذلك لأن الشيخ محمد علي الجعبري، الذي أولَمَ في بيته لضباط الاحتلال وللطامحين الى الزعامة الملفقة؛ كان هو نفسه الرجل الذي ترأس الجلسة الأولى للمجلس الوطني الفلسطيني في القدس (يونيو 1964) بصفته أكبر الأعضاء سناً، قبل أن يُنتخب أحمد الشقيري لرئاسة المجلس في ختام ذلك الانعقاد، لكي يؤدي مهمة تأسيس المنظمة.

لم يكن الشيخ الجعبري (وهو الذي له ما له من تاريخ العمل السياسي والبلدي في العهدين الانتدابي والأردني، كرئيس لبلدية الخليل ووزير للتربية والتعليم والعدل والزراعة) جديراً بإضفاء حرف واحد من المشروعية على فريق مصطفى دودين. ففي مصير فلسطين وعند حمل أمانتها، لا شفاعة لتاريخ وظيفي، ثم إن الموظف محمود عباس، حل في موقعه لكي يتولى مهمة واحدة وهي انجاز التسوية التي كان يتوهمها، ووصل الى الفشل البليغ الذي جعله يتحدث عن أن الكل الفلسطيني تحت الحذاء الإسرائيلي، بينما الذي تحت الحذاء ليس إلا هو ومن معه ممن يريدون أن يتولوا زعامة ملفقة!

في حارتنا الضيقة، يُقرأ سفر حسين الشيخ باعتباره لعبة سخيفة، يمنح فيها من لا يملكون حق التفويض، زعامة لمن لا يستحقها!

كثيرون من الفلسطينيين والعرب سافروا الى لندن وواشنطن، أقلهم في المناقب لم يكن يقبل حسين الشيخ حاجباً مقر عمله، ثم إن جميع الذين أداروا الظهر للشعب الفلسطيني، وتوسلوا التفويض من الإنجليز والأمريكيين، خابت مساعيهم. ذلك لأن حارتنا ـ كما قلنا ـ ضيقة!