اقرأ أيضاً

بيانات صحفية

الخيار الديمقراطي

 كتب توفيق أبو خوصة: الخيار الديمقراطي بكل ما يترتب عليه من تداعيات وارتدادات سلبية هو الأفضل كون الإيجابيات الناتجة عنه بالحد الأدنى أعلى بكثير من أي خيارات أخرى، وإذا كان بالإمكان ممارسة الديمقراطية في غابة البنادق فما الذي يمنع أن تتحول إلى منهج حياة بالتفكير والممارسة وتوسيع دائرة المشاركة والشراكة على كل مدى ومستوى في الحالة الفلسطينية.

الزعيم الراحل أبو عمار اشتق مصطلح ديمقراطية سكر زيادة، حيث كانت الديمقراطية أقرب إلى القشور منها للديمقراطية الحقيقية في كثير من الأحيان أو ديمقراطية حسب الطلب، وهذا الأسلوب في الممارسة الديمقراطية أورثنا ديمقراطية بطعم الديكتاتورية السامة في مؤسسات المنظمة والسلطة والحركة قادت إلى التفرد والاستفراد والسطو على جميع المؤسسات الرسمية ومصادرة دور كل منها على المستويات كافة.

هكذا أصبحت الديمقراطية بلا ديمقراطية ودخلت الأصابع الأمنية لتعبث في كل شيء طبعا تحت شعارات كاذبة ( حماية المنظمة و السلطة و الحركة )، كون هذا الأمر لا يتحقق بدون الممارسة الديمقراطية الناجزة التي تمنح و تجدد الشرعيات و تعززها و تجعلها أكثر قوة و تمثيلا بالاستناد إلى إرادة الشعب في رسم السياسات واتخاذ القرارات التي تخص حياته اليومية و مستقبله الوطني بعيدا عن الحسابات الشخصية و الفئوية أو الارتباط بأجندات خارجية.

كل الدساتير في العالم أكدت أن الشعب هو صاحب السيادة والسلطة يمنحها لمن يريد ويمنعها عمن يريد، لذلك فإن اغتصاب السلطة و السطو عليها فعل مدان و مجرم سواء كان بالانقلاب أو السعي لتكييف مفردات هذا الفعل و السلوك و تغليفه بشعارات المصلحة الوطنية أو ربطه بالظروف العامة، فلا مناص من رد الأمانات إلى أهلها والعودة للشعب صاحب السلطة والسيادة حتى يقرر منح الثقة وائتمان الجهة التي يراها الأنسب لقيادته في مرحلة سقفها الزمني محدد سلفا.

بعد مرحلة طالت من غياب الحياة الديمقراطية وتغييبها بشكل مقصود ومتعمد طيلة ستة عشر عاما، وصلت القضية الوطنية فيها إلى الحضيض وتعيش أخطر مراحلها، لم يعد من المحتمل أو المقبول استمرار هذه الدراما السوداء، يجب رفع الصوت أن كفى، أو الانتقال إلى الخيار البديل ألا وهو الفعل الجماهيري الميداني الشامل بكل ما له وعليه للوصول إلى الانتخابات ثم الانتخابات ثم الانتخابات لا مفر، فلا حرية ولا حياة ديمقراطية بدون ثمن، نريد ديمقراطية سادة، هذا الرد على ما يجري من تغول واستعلاء لدرجة الاستحمار.