كتب عدلي صادق: أكد ثُلثا أهالي الضفة، أن السلطة قاطعة أرزاق كل ذي رأي، لا تؤتمن على الشيكل، وهو قيمة الضريبة التي طلبها رئيس هذه السلطة، من كل دافع فاتورة اتصالات، على أن يخصص المجموع لسكان القدس!
خرجت هذه النتيجة من خلال استطلاع رأي أجراه “المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية” بين يومي 8 و11 هذا الشهر، وقد عبّر نحو ثمانين في المئة من المُستطلعة أراؤهم عن قناعتهم بأن الشيكل سيضيع هباءً، ولن يذهب لسكان القدس!
ذلك علماً بأن ما يتلقاه الناشط الفلسطيني د. فهمي شراب، طوعاً وكرماً، من سكان الضفة والقدس، لفائدة الأسر المعوزة، في قطاع غزة، لا ينقطع، والسبب جد بسيط، وهو أن فهمي، يتمتع بالأمانة، ولا يبتغي سوى وجه الله، فترسل اليه الدنانير كثيرها وقليلها.
في منهجية الاستطلاع، يُراعي وجود موالين يمكن أن يقولوا إن الفكرة خلاّقة ومسبوقة في التاريخ الفلسطيني منذ أيام الانتداب، وعباس يحاول التذاكي من خلال فكرة الشيكل، والإيحاء بأنه شغوف بالفعل الاجتماعي الذي يراكم إنجازات من خلال مستصغر الكرم والعطاء، فيما لم يُعرف عن نجليه اللذين أثريا من خلال استغلال سلطته، أنهما غامرا بدفع شيكل لمواطن فقير. فالجود ليس له وجود أصلاً في طبائع الأسرة!
كذلك فإن 65% من سكان الضفة، وعلى الرغم من حرصهم على عدم انقطاع دروس أبنائهم وبناتهم؛ قالوا إنهم يؤيدون إضراب المعلمين، وواضح أن الــ 35% الذين عارضوا أو امتنعوا عن الإجابة، كانوا يراعون أهمية استئناف الدراسة، وليس إكراماً لعيون سلطة عبس أو الكذوب الذي استدعى الكاميرات في يوم تسلمة رئاسة الحكومة، لكي يراه الناس وهو ذاهب الى مكتبه مشياً على الأقدام. لو كان سألني، وهو يعرف كيف يتصل بي، لنصحته بإضفاء ملمح طريف على اللقطة، كأن يمتطي بغلاً توفيراً لوقود السيارة وزهداً فيها!
الأبلغ، أن نسبة ما يؤيدون تشكيل مجموعات مسلحة للمقاومة، تزداد بين سكان الضفة، على الرغم من آلام فقد الأبناء المقاومين، الذين يرتقون في كل يوم، وهذا وحده، أمر يؤشّر الى موقف شعبي يقول لسلطة عبس، لا قيمة لكل معزوفات كلامكم، لا في السياسة ولا في الأمن، ولا حتى في المرثيات والنعي، ولا حتى في استدعاء النعوش الى المقر أو جلب الأسير المحرر لكي يزور فخامة المحنط لكي يُهنيء الأول الثاني على نعمة التفرد، قبل أن يتلقى منه التهنئة على نعمة الإفراج!
كان اللواء فؤاد الشوبكي بديعاً ولم تأخذه اللقطة الى بعيد. زار ضريح الختيار، وقال إن ما أخذ بالقوة، لا يُسترد بغير القوة!
على الرغم من ذلك، إن وضوح الآراء لا يُوجب استطلاعها.
