آخر الاخبار

يا لغباء “المحافظ”

كتب: عدلي صادق

لوحظ أن هؤلاء الذين يتمادون في البغضاء حيال شبابنا الذين يدافعون عن أنفسهم وعن أهلهم في الضفة، يمرون بحالٍ من اختلال التوازن، فيما يطلبون الرضا من مانح الوظيفة دون سواه، تراهم كما في أعراض عِلة الإنكار يتوسلون الحيل الدفاعية لحماية أنفسهم من الحقائق التي تزعجهم، رفضاً للتحقق من أي تجربة أو حدث تاريخي من خلال الشواهد والبراهين التجريبية.

 من بين هؤلاء المأزومين “محافظ نابلس” الذي يتحدث كما لو أنه أفلح في منع المستوطنين الهمج المنفلتين وفي أيديهم السلاح، من استباحة الريف الفلسطيني والكثير من بلداته وأطراف مدن الضفة.

 من هو “المحافظ” العرنيط، الذي في مقدوره منع انقضاض الحثالات على بلدة حوارة، مثلاً لكي يطلب عطوفته ممن يتسلحون للدفاع عن أنفسهم أن يسلموا سلاحهم وأن يقعدوا قبل أن يُقتلوا أو يُنقلوا الى السجون؟

نفهم أن يطلب “المحافظ” التسليم والدخول على خط ما يسمى “السلاح الواحد” لو كانت لعطوفته في الوظيفة، أية حيثية أو مأثرة، كأن يحقق شيئاً من كف أذى المستوطنين عن شعبه، بالوسائل الدبلوماسية، أو بجهود حسين الشيخ “نجم” ما يسمى التنسيق المدني، بائع التصاريح والمبشر بها.

لماذا لا تعارض الدولة المارقة، قاتلة الأطفال، السلاح الآخر في المستوطنات، تحت عنوان الحفاظ على أمن واستقرار مستوطناتها وعلى مجتمع المتطفلين على أراضي غيرهم في المدن والقرى؟!

 تشكيلات الأمن الفلسطينية نفسها مستهدفة من حيث كونها جنوداً وضباطاً من أبناء هذا الشعب، لكن ما يطلبه “محافظ” نابلس من المسلحين في المدينة وجوارها، ترفضه الغالبية العظمى من منتسبي تشكيلات الأمن نفسها، فقد قاوم بعضهم واستشهد أو أسر، وهذا جزء من حقيقة الحدث، ومن خلفيات الظاهرة المسلحة، أي الخلفيات التي ينكرها المبتلى بعقدة الإنكار، والأنكى، أن “محافظ” نابلس، في تخريجاته السخيفة، يتوهم أنه بلغ ذروة المجد، فامتلأ رأسه بالحيل الدفاعية، طلباً لرضا المحنك الذي منحه الوظيفة، لذا اقتضت الصياغة القول إنه يدافع عن المجتمع ويعمل لصالحه، وهو لا ينتظر من يقول له: أجدر بك أن تدافع عن أمن شعبك على الجانب الآخر أولاً، لربما تفلح في رد الأذى عنه.

يا لغباء “المحافظ” الذي يبيع تاريخه لخزعبلات وعفن وعقم سواه…

أخبار ذات صلة