آخر الاخبار

كتب: طلال المصري..انهيار القيم والمبادئ

كتب طلال المصري:

بعد أن كان الفلسطيني يستشهد على أرضه مدافعاً عن ترابها وشرفها شامخاً في ساحات الوغى صنديداً أمام آليات الحرب الصهيونية موشحاً بالعلم الفلسطيني، أصبح يلقى حتفة أمام شواطئ اليونان وفي عرض بحر إيجة وأصبح طعماً للأسماك أو فريسة سهلة للوحوش في الغابات وأصبح يوضع في أكياس سوداء ويدفن في بلاد الغربة بغير كرامة ولا عزة.

لقد أصبحت قيمة الإنسان لا تساوي شيئاً أمام ما يتعرض له من موت محقق في رحلة العذاب، ليتخلص من الواقع المعيشي المزري، ظناً منه أنه يبحث عن الأمن والأمان، بمستقبل مفقود، وسط حالة من التية لما يحدث في طريق الموت، ليصل إلى مبتغاة أمام صمت المسؤول، الغارق في الفساد، والغير مكترث لما يتعرض له المواطن، الذي يشق طريقه الخطرة ليعيش بكرامة وعزة في بلاد غريبة لا يعرف فيها سوى أن يكون مطمئناً رغم معرفته بالمخاطر والموت المحقق في رحلة التية الطويلة.

المسؤول في وطني أصبح قاسياً لا يمتلك من المشاعر والأحاسيس، لا يهمه مواطن، ولا يكلف نفسه أن يتحسس آلامه والظلم الذي يقع عليه، ويسعى فقط للحفاظ على كرسيه وما يتمتع به من مزايا والحياة الرغيدة، وتأمين مستقبل أولاده دون الالتفات للمواطن البسيط الذي لا يريد منه شيئاً سوى العيش بكرامة.

لقد إنهارت القيم والمبادئ والوطنية لدى المسؤول، وأصبح المواطن حيراناً لا يفرق بين الصواب والخطأ، وبين الغث والثمين، وبين الموت والحياة، وأصبح الحكام أصحاب خطب رعناء، وشعارات جوفاء، تستميل المواطن الغلبان بكلام الإنشاء، ليتقرب أصحاب المصالح، وتفتح الأبواب للمنافقين والفاشلين والفاسدين والحاقدين والكارهين، ويستبعد كل صوت ينادي بالحق والإصلاح، ويقرب كل صوت كاذب ومنافق، ويتحول الوطن إلى محطة سفر، الكل يتأهب فيه للرحيل، لعله يحوز على جواز سفر أجنبي، يؤمن به حياته وحياة أسرته.

رحم الله ابن خلدون عندما قال: (يصبح الانتماء إلى القبيلة أشد التصاقاً، وإلى الأوطان ضرباً من ضروب الهذيان، ويضيع صوت الحكماء، في ضجيج الخطباء).

أين الضمائر الحية التي لا تقبل العبودية لتقف أمام مسؤولياتها الأخلاقية والوطنية، لتنقذ الوطن وشبابه من براثن العصابات التي سلبت مقدراته وأمواله وجعلت المواطن متسولاً ومهاجراً مقهوراً مظلوماً؟

أخبار ذات صلة