غزة: صرح نادي الأسير الفلسطيني، بأن معطيات خطيرة وجديدة تشير إلى انتشار مرض السّرطان في أجزاء جديدة من جسد الأسير ناصر أبو حميد، ومنها الدماغ.
وبيّن النادي في بيانٍ رسمي صدر عنه منتصف أغسطس الجاري، أن هذه النتائج كانت متوقعة في ضوء المعطيات التراكمية عن الحالة الصحيّة للأسير أبو حميد، حيث أكّدت التّقارير الطبيّة الأخيرة أنّ حياته أصبحت في دائرة الخطر الشّديد، لاسيما وأن جسده لم يعد يحتمل جرعات العلاج الكيميائي، حيث خضع لجلسات علاج مخففة نتيجة لذلك.
وأكد نادي الأسير على أنّه في ضوء التطورات الخطيرة حول الوضع الصحيّ للأسير ابو حميد، والذي أمضى أكثر من ثلاثين سنة من عمره في سجون الاحتلال، يتطلب جهودًا حثيثة على كافة المستويات للإفراج عنه قبل فوات الأوان، خاصة وأنه ما زال محتجزاً لدى سلطات الاحتلال في سجن الرملة الذي يعتبر واحداً من أسوأ أماكن اعتقال الأسرى الفلسطينيين، والذين يطلقون عليه اسم “المسلخ” نظراً لارتقاء عديد من الأسرى شهداءً فيه بسبب الإهمال الطبي المتعمد وسوء الظروف الصحية.
والأسير ناصر محمد يوسف أبو حميد، هو من مواليد عام 1972، لأسره لاجئة من قرية السوافير الشمالية في غزة، وقد انتمى إلى حركة فتح، وكان أحد كوادرها النشطة في الانتفاضة الأولى، وكان للجماهير في المظاهرات هتاف باسمه شخصياً، واعتقل في الانتفاضة الأولى، وأفرج عنه عام 1994 بعد توقيع اتفاق القاهرة.
استعاد أبو حميد بعد الإفراج عنه، نشاطه في مؤسسات فتح التنظيمية، وأصبح واحداً من قادة كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية أثناء الانتفاضة الثانية “انتفاضة الأقصى”، وبعد اعتقاله أصبح من قادة الحركة الأسيرة، ومثَّل المعتقلين في مواجهة إدارة مصلحة السجون.
وقد وجه أبو حميد رسالة باسم الأسرى أثناء إضرابهم الشهير عن الطعام عام 2017، بعد 34 يوماً من إضرابهم، جاء فيها “لا زلنا نطرق أبواب الزنازين من “شطة” إلى “عسقلان”، ومن “نفحه” إلى “النقب”، ومن “الجلمة” إلى “أيلون”، ومن عزل “مجدو” إلى “هداريم” و”السبع” و”نيتسان”، جيش باسل من خيرة أبناء هذا الشعب، نصرخ مكبّرين ومهلّلين ومتحدّين للسّجان وبطشه وإجرامه الوحشي”.
وأضاف “34 يوماً وما زلنا نتنفّس الحرّية والكبرياء، نسير إلى الموت مبتسمين، ونتربّع على بطانية سوداء هي كل ما تركوه لنا حول كأس ماء وقليل من الملح، نغنّي للوطن ولربيع الانتصار القادم، عن أجسادنا لا تسألوا فلقد خانتنا وتهاوت منذ أيام، أما عن أرواحنا وإرادتنا نطمئنكم فهي بخير، صامدون كما الصّخر في عيبال والجليل، أقسمنا اليمين على أن نواصل حتى النّصر أو الشهادة، وعاهدنا أرواح الشهداء ألا تكون هذه المعركة إلا شمعة انتصار نضيئها بأرواحنا وأجسادنا على درب الحرية والاستقلال”.
واعتقل أبو حميد أول مرة عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، بعد أن تلقى إصابة بالغة عام 1990، وحاول الاحتلال اغتياله أكثر من مرة بعد أن تحول إلى مطارد، وفي الثاني والعشرين من نيسان 2002، اعتقل برفقة أخيه نصر في مخيم قلنديا، ورافق اعتقاله الاعتداء عليه وإصابته بجراح بالغة، وتعرض لتحقيقٍ قاسٍ، وحكم عليه الاحتلال الإسرائيلي بالسجن سبع مؤبدات وثلاثين عامًا.
ومن الجدير بالذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هدم منزل عائلة أبو حميد خمس مرات، ومنع أمه من زيارته لسنوات طويلة، وقد أُطلِقَ على والدته لقب “خنساء فلسطين” و”سنديانة فلسطين”، فيما توفي والده وهو داخل السجن، ولم يتمكن من المشاركة في تشييع جثمانه، وقضى في سجون الاحتلال حتى الآن أكثر من 30 عامًا من عمره.
ويرقد الأسير أبو حميد الآن في العناية المكثفة بمستشفى برزلاي الإسرائيلي، في غيبوبة، وبوضع صحي خطير نتيجة إصابته بسرطان بدأ في الرئة، ثم تفاقم إلى بقية جهازه التنفسي ثم إلى أنحاء متفرقة من جسده.
وما زال الأسير البطل ناصر أبو حميد صامداً، يواجه السرطان والسجان بقوة صاحب الحق الرابط على الجرح، في حين نهش السرطان جسده الذي لم يعد قادراً على احتمال جرعات العلاج الكيميائي التي تقدمها له مصلحة السجون الإسرائيلية في ظروف صحية قاسية غير موائمة لحالته ولا تراعي ظروفه الصحية الشديدة الخطورة.