كتب عدلي صادق:قبل أن تخرج حكومة نتنياهو الجديدة الى العلن؛ نجزم أن جماعة السلطة التي يرأسها عباس، لن تجد خلال السنوات المقبلة ما تفعله على المستوى السياسي وفق مقولاتها المزمنة، وأن الشيء الوحيد المفيد، الذي يمكنها أن تفعله، هو الذهاب بدون تلكؤ، الى عملية ديموقراطية فلسطينية، حتى وإن اسفرت نتائجها عن مغادرة الطبقة السياسية الراهنة لمواضع حضورها العقيم.
نظرة سريعة، أو عميقة، الى الوضع الإسرائيلي، تعزز هذا الاستنتاج. فمنذ أن سنة 1990 التي شهدت بداية التحالف التاريخي الذي عقدته أحزاب اليهود “الحريديم” مع اليمين في إسرائيل؛ أصبحت نسبة شديدي التطرف من الصهيونية الدينية تتضاعف كل عشر سنوات. ففي سنة 2010 كانت هذه النسبة 13.6% من السكان اليهود إسرائيل، وبات معدل الزيادة السنوية في نسبتهم من 4 إلى 7% حسب مركو إحصاء معهد “التخنيون” في حيفا. ولأن الأحزاب الدينية المتطرفة، تركز على المدارس، وتأخذها المؤشرات الديموغرافية بعين الاعتبار؛ فإن نسبتهم “الحريديم” يُتوقع لها أن تصل في سنة 2028 الى 20% من السكان اليهود، لكن الأدهى أن الأطفال الذين سيلتحقون بالصف الأول في المدرسة، سيشكلون 40% من مجمل طلاب الصف الأول اليهود في تلك السنة.
المسألة في السياسة، أن استيعاب الأحزاب الدينية المتطرفة، في حكومات اليمين برعاية نتنياهو، قد أوقع تأثيره القانوني لصالحهم، إذ اتخذت الحكومات بالتدرج، مجموعة القوانين التي تهدف إلى تعزيز إعلاء شأن التطرف المجنون في الفضاء الإسرائيلي العام. واليوم بدا لافتاً أن نتنياهو يستكمل هذا السياق، من خلال رهانه على أقصى المتطرفين الذين لا تتقبلهم حتى الصهيونية الأمريكية، ويحاول في هذا السياق، التحايل وخلق انطباع بأنه يحاذر ويحاول لكي لا يكون لهم القدح المُعلّى!
* * *
لم تعد تملك جماعة السلطة، سوى التشاغل بالبكائيات الكاذبة دون أدنى استعداد للقيام بأبسط الأشياء أو الحد الأدنى من التدابير لكي يقوم لنا كيان له حيثيات ومؤسسات. ذلك بينما المطلوب اضطراراً، هو مؤتمر تأسيسي في الخارج، يجمع كل الأطياف بعيداً عن تأثيرات اللعب بالبيضة والحجر وإطفاء الأنوار، لكي يحرز الفلسطينيون ائتلافاً وطنياً حقيقياً، يتسلم صلاحياته القيادية بعد انتخابات عامة، لكي نطوي مرة وإلى الأبد هذه السخافة والتفاهة التي يمثلها عباس وحفنة الأشخاص الذين معه. إن هذا هو الطريق الواحد الذي يعين علينا سلوكه، وإلا سيكون الطوفان، دون أن نجد نصيراً أوى شفيعاً، أو حتى حبيباً لن يجد ما يقول سوى أن الفلسطينيين خرّبوا بيوتهم بأيديهم!
طريق واحد
