آخر الاخبار

المرأة الفلسطينية والمشاركة السياسية

كتبت داليا الغفاري:عندما كانت المرأة الفلسطينية تعيش النكبة والتهبجير وتُقتلع من جذورها كانت آنذاك تعيش اصعب لحظات الحياة واقساها لتفتح عينيها على مجزرة أو مآساة جديدة كي تكون النتيجة أن تفقد شهيداً أباً او أخاً او ابناااا وعندما طردت من ديارها بكل وحشية وهمجية وتشردت وعاشت أعنف لحظات الحرمان والقسوة اكتسبت الكثير من الصبر والقوة

ومن هنا كانت بداية المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية شاركت الرجل جنب إلى جنب في الدفاع عن هذا الوطن حملت البندقية ودافعت بكل بسالة ….فالمرأة الفلسطينية جعلت من عنفوانها وجيروتها اسطوره تُخلد في صفحات التاريخ

فهي دلال المغربي وليلى خالد والكثير من الأسماء الخالدة في الذاكرة لنساء قويات في مراحل محطات النضال الفلسطيني فمنذ نكبة عام 1948 حتى يومنا هذا أبت المرأة إلا أن تكون في الصفوف الأولى لمقارعة الاحتلال الصهيوني هي الشهيدة والأسيرة والجريحة والمناضلة

كل هذه المحطات جعلت منها امرأة قوية واعية بما لها وبما عليها فأخذت على عاتقها مسؤولية تنشئة جيل مقاوم متشبتت بأرضه واعي لميراثه

قادر على أن يكون الصغير كبيرا بأفعاله ومنذ ذلك الحين وهي تغرس في ابنائها الكثير من الصفات تبث فيهم روح حب الوطن وحمايته ليخرج هذا الجيل الجبار

فهي كانت الاحرص والأجدر بأن تعلم كل من حولها كل ما عليهم من واجبات وكل ما لهم من حقوق

علمتهم واجب حماية الوطن والدفاع عنه مقابل ذلك لهم الحق في ممارسة الديمقراطية پأروع صورها لذلك آن الأوان لتأخذ دورها الفعلي في الحياة السياسية

حيث لها الحق أن تكون في الصفوف الأولى للمشاركة في الحياة السياسية ومن ثم المشاركة في رسم السياسيات وحق الترشح والانتخاب والمشاركة في صنع القرار وبيننا الكثير من النساء القوبات المؤهلات لقيادة مجتمع قوي

و كان لها دور ملحوظ في المساهمة بزيادة الوعي السياسي المرتبط بالتطور الاجتماعي للنهوض بمجتمع قوي قادر على تحقيق الاستقلالية

فالمرأة الفلسطينية مُبدعة ولديها قدرات جبارة لتكون في المراكز المتقدمة ورغم وجود الكثير من التشريعات الدستورية والقانونية التي أعطت للمرأة بعض الحق في المشاركة بالحياة السياسية ورغم وجودها داخل الأحزاب السياسية إلا أنها لم تزل بعيدة كل البعد عن التطبيق الفعلي والتمثيل الصحيح للمرأة لذلك وجب علينا العمل على :

اولا / تغيير عقلية صناع القرار بأن المرأة قادرة ومؤثرة

ثانيا / زيادة وعي المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص بحقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ودورها في تنمية المجتمع وزيادة المشاركة في الحياة السياسية

ثالثا / تعديل القوانين المنظمة للأحزاب السياسية لزيادة تفعيل دور المرأة في الحياة السياسية

رابعا / تعديل قانون الانتخابات الفلسطيني بحيث يتضمن كوتا نسائية تمثل المرأة بشكل صحيح ضمن أعضاء المجلس التشريعي والهيئات المحلية وبما يكفل مشاركة حقيقية وفاعلة للمرأة الفلسطينية في الهيئة الفلسطينية التشريعية والمحلية المنتخبة .

خامسا / الحد من هذا المجتمع الذكوري ونظرة الرجل للمرأة بأنها كائن ضعيف مما أثر سلبا على نظرتها لنفسها وبالتالي أدى ذلك إلى عزوف الكثير من النساء عن المشاركة السياسية والاكتفاء بدورها التقليدي

كلي أمل بأن يكون القادم اجمل لكل النساء الفلسطينيات الحالمات بوطن يعمه الأمن والسلام والاستقرار

أخبار ذات صلة