ذات صلة

أي استقلال للاحتلال وعلى أي أرض؟

التركيز الشديد على فرضية أن إسرائيل استقلت في مايو 1948 وفي اليوم نفسه تأسست، يعكس عقدة نقص ستلازم هذه الدولة طوال حياتها. فعن أي محتل استقلت وعلى أي أرضية تأسست؟ فالمحتل البريطاني كان منتدبا على فلسطين بقرار استعماري وهو الذي مكن الصهيونية من تأسيس ومراكمة عناصر وجودها في بلادنا منذ اليوم الأول للانتداب، فهل تستقل دولة عن صانعها الذي حاء لكي يساعدها على تأسيس نفسها على انقاض شعب ومجتمع قائم؟ انه غزو صهيوني بقوة السلاح والمال والتعاضد الإمبريالي.وهل تنشأ الدول بجلب شعب لها بالبواخر عبر البحر أم ان الشعوب التي تحصل على استقلالها تكون قائمة على ارضها منذ الأزل؟
في منتصف مايو 1948 اكتملت عملية الغزو فأعلن الغزاة عن انفسهم كدولة ونشأت قضية الشعب الفلسطيني ومظلوميته ونصبت الصهيونية منصتها للقفز من عدوان الى آخر، ثم من اختراق الى آخر لدول المتطقة، وفي السياق كله ظل هاجسها هو كونها طارئة وتلتمس لنفسها في كل يوم مزيدا ممن يعتبرونها دولة طبيعية نشأت في سنة 1948.
تحتوي هذه الدولة المفتعلة على الرغم من جيشها وصناعتها ومنظومتها السياسية على أسباب ذوبان صهيونيتها الأولى وما صعود تيار التطرف الديني والعنصري المتخلف الا دليلا على الارتداد الى ما قبل التأسيس. فالشعب الفلسطيني موجود على الأرض بتماسكه وانتمائه وتراثه وأجياله ولم يتبق لإسرائيل سوى جيشها و تناقضاتها ومن ينافقونها عجزا او انحطاطا في مرحلة عابرة، يقوم عليها في الجانب الفلسطيني متصدرون للسياسة بلا مناقبية ولا معرفة بالتاريخ ولا بالسياسية نفسها، وما يزال التاربخ الا مسرح الصراع الممتد بين الظالمين ومن يظلمونهم.