كتب: توفيق أبو خوصة:
تريدون التطبيع مع إسرائيل وإقامة علاقات اقتصادية وأمنية وتكنولوجية وكل ما يخطر على بالكم أنتم أحرار، اختياركم وقراركم أن إسرائيل صديق وشريك وحليف وحامي لكم أنتم أحرار، تريدون أن تكونوا جزءاً من إسرائيل الكبرى بمسماها “الشرق الأوسط الجديد” أنتم أحرار، حتى التحول إلى أسرلة العقول والثقافة والوعي بين مواطنيكم شأنكم، اعقدوا المعاهدات والاتفاقيات والصفقات وكل ما تريدون مع من تريدون، ولكن، من غير المسموح شيطنة الفلسطيني وتزوير التاريخ وتشويه نضالنا الوطني، عليكم أن تتذكروا جيداً أن الفلسطيني كان خط الدفاع الأول عن الأمة كلها في مواجهة العدو الصهيوني الذي لا يرى فيكم إلا دولارات يريد السطو عليها والسيطرة على مقدرات شعوبكم، أنتم في العقيدة التلمودية (غوييم) يعني (الأغيار)، ولا تصلحون إلا عبيد وحطابين وسقاة لشعب الله المختار، اذهبوا أينما شئتم وكيفما شئتم في الأسرلة ولكن بعيداً عن شيطنة الفلسطيني، كانت ساحة الاشتباك فلسطين التاريخية فقط، الآن أنتم تنقلون المعركة إلى قلب عواصمكم ووقودها مواطنيكم ومقدراتكم مع عدوكم الذي تحول في نظركم إلى حليف وحامي في حين أنتم في نظره لن تكونوا أكثر أو أقل من أعداءٍ في الصميم، بل يعتبر ما يجري بمثابة انتصار في معركته الاستراتيجية بعيدة المدى، لإخضاع المنطقة العربية بما فيها وعليها لسلطانه، عليكم أن تفهموا أن إسرائيل لن تحارب إيران دفاعاً عنكم حتى لو دفعتم الجزية أو الخاوة، بل سوف تستخدمكم وتستنزف ثرواتكم في محاربة إيران، والأصل في الواقع أن كل ما يقال عن عداء إسرائيلي إيراني محض جزء من لعبة الوهم والتضليل والضغط والترهيب، أما الحقيقة الأهم أن الفلسطيني لن ينسى ولن يسامح ولن يتنازل عن حقوقه الوطنية والتاريخية المشروعة، فهو قادر على الصمود وتغيير أساليب النضال والتكيف مع استحقاقاته الضرورية والمحافظة على أعلى درجات الثبات المبدئي في الوعي الحضاري والتمسك بالرواية الحقيقية للصراع التي تضمن حقوقه المشروعة مهما طال الزمن، كما يؤمن بأن القيادات تأتي وتزول أما فلسطين فهي باقية للأبد، والحق الفلسطيني غير قابل للتصرف أو الصرف في حسابات الزائلين، وفقط للتذكير إسرائيل فشلت في أسرلة الفلسطيني رغم كل محاولاتها الفاشلة على مدار مائة عام ونيف من الصراع، فلسطين تستحق الأفضل… لن تسقط الراية.