كتب: توفيق أبو خوصة: ماكينة الانتخابات تسير عجلاتها بقوة دفع عالية، الانتخابات فتحاوية بإمتياز، قبل النظر إلى نتائجها المرتقبة وطنياً، المنطق الطبيعي يقول أن جوهر هذه الانتخابات يجب أن يكون بين فتح وحماس، أو بين التيار الوطني عموماً والإسلام السياسي، لكن المعطيات المطروحة تخالف منطق الأشياء، حيث الظاهر في هذه القضية المركزية بكل أهميتها، أن التنافس حاصل داخل حركة فتح ومكوناتها، وفي نظري أن ما يجري هو نتاج طبيعي لمقدمات وظروف غير طبيعية قادت الحركة إلى هذه المحطة الخطيرة، فتح بكل حالات التنوع الفكري والتنظيمي والمشارب السياسية فيها لا تقبل القسمة على واحد، بل تقبل التفاضل والتكامل والجمع لا الضرب، غير أن سعي مجموعة فيها ومنها لجر الحركة بقواعدها وقياداتها وأنصارها لتفصيلها وتدويرها على مقاس واحد (الرئيس أبو مازن) دفع بها إلى هذا المنعطف الخطير، لم يستمع أحد أو يتعاطى إيجاباً أو تفهماً طيلة المرحلة الماضية مع متطلبات روح الفتح القائمة على التنوع “دع ألف زهرة وزهرة تتفتح في بستان الثورة”، وساد فيها المنطق العبثي “لا أريكم إلا ما أرى”، لذلك كانت النتيجة الحتمية أن نصل إلى ما وصلنا إليه، صمت الآذان وختم على القلوب وعميت الأبصار عن قراءة الواقع وتحولاته، مرة بالإنكار وأخرى بالاستهتار وثالثة بالتسخيف، كنا ومانزال نقول أن إنكار الشيء لا يعني عدم وجوده يا أصحاب الشعار الفارغ “فتح واحدة موحدة”، فتح اليوم لا واحدة ولا موحدة وبإصراركم على هذا الغباء بمنطق “عنزة ولو طارت” هو طريق الضياع الهلاك المحتم، ما يزال في الأمر ليس ما يقال، بل ما يجب فوراً فعله وإنجازه (وحدة فتح)، فتح حركة الكل الفلسطيني لن تستطيعوا مصادرتها باعتبارها وكالة حصرية لكم، أبناء فتح ومعهم الكل الوطني سوف يدافعون عن فتح الفكرة كل بطريقته وحمايتها من العابثين فيها، بإمكانكم فصل الناس وطردهم وشطبهم وإقصائهم وإلغائهم من دفاتركم، ولكنهم باقون في فتح ومع فتح ومن أجل فتح طليعة المشروع الوطني الفلسطيني، لن تصادروا أو تحاصروا الفكرة لأنها أكبر منكم، فلسطين تستحق الأفضل… لن تسقط الراية.