غزة: وُلد الشهيد عاطف بسيسو في الثالث والعشرين من أغسطس 1948م، إبان النكبة الفلسطينية وقيام دولة الاحتلال، في المملكة البريطانية المتحدة، وبعد دراسته في العاصمة اللبنانية بيروت، انضم إلى حركة فتح وهو ابن سبعة عشر عاماً، وفي عام 1969 أرسله أبو علي إياد إلى الشمال اللبناني، حيث التقى مع سعيد السبع الذي رشحه لدورة عسكرية في قاعدة المنطار القريبة من مدينة طرطوس السورية.
وبعد انتهاء الدورة، تم فرزه للعمل في المجال الأمني، وقد أصبح عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح، وعمل مع مسؤولين أمنيين كعلي حسن سلامة، وأبو إياد، وقالت المخابرات الإسرائيلية أنه أحد منفذي عملية خطف الرهائن في أولمبياد ميونخ عام 1072م، حيث تم إدراجه ضمن قائمة غولدا الإسرائيلية، والتي ضمت قيادات فلسطينية وصفتها إسرائيل في حينها بالـ(معادية).
اعتقل عاطف بسيسو في إيطاليا عام 1973م بتهمة محاولة تفجير طائرة شركة العال الإسرائيلية، حيث كان يحمل جواز سفر مغربي باسم ( الطيب الفرجاني ) وبعدها تم الإفراج عنه لعدم ثبوت التهمة الموجهة له، وأسند إليه الشهيد القائد صلاح خلف مسؤولية إدارة مكافحة التجسس في عام 1974م ، وذلك بعد أن تم تغيير اسم جهاز الرصد المركزي باسم جهاز الأمن الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية.
تسلم عاطف مسؤولية الجهاز الاستخبارتي “الأمن الموحد” لمنظمة التحرير الفلسطينية و نجح في اكتشاف العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية، وكلف حينها بالتنسيق مع أجهزة الأمن التابعة للدول الاشتراكية، واستطاع أن يطور العمل من خلال تركيزه على رفع الكفاءة الأمنية لعناصر جهاز الأمن الموحد من خلال الدورات التدريبية الأمنية في تلك الدول .
ونجح بعد خروج قيادة المنظمة من لبنان إلى تونس على اثر اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982م، في إقامة قنوات اتصال مع الأجهزة الأمنية الأوروبية مما اعتبرته إسرائيل تهديداً لمصالحها الخاصة، وبخاصة من جهة انفرادها لسنوات طويلة منذ تأسيسها كمصدر معلومات عن الأوضاع في المنطقة .
شارك عاطف بسيسو في مفاوضات مؤتمر مدريد للسلام الذي عقد في أسبانيا عام 1991م حيث كان مكلفاً بالشق الأمني على هامش المؤتمر ، وكان يشارك في اجتماعات التنسيق مع أجهزة الأمن الإسبانية من خلال الوفود الأمنية لكافة الدول المشاركة في مؤتمر مدريد، وكانت هذه الأجهزة تربطها علاقة وثيقة مع جهاز الأمن الموحد, حيث استغرقت مهمة عاطف بسيسو في مدريد عشرة أيام ولعبت دوراً بارزاً في هذا المؤتمر انطلاقا من إيمانه بأهمية هذا المؤتمر لتحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني .
اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشهيد القائد بسيسو، في شارع عام أمام فندق ميريديان بباريس عام 1992م، وأشارت الأدلة وأصابع الاتهام في حينها إلى تورط جهاز الموساد الإسرائيلي بتنفيذ عملية الاغتيال باستخدام مسدس كاتم للصوت، وقد دُفن جثمان الشهيد في مقبرة شهداء فلسطين بحمام الأنف.
يذكر أن الشهيد كان يعمل بالظل، ولم يكن وجهاً معروفاً لدى وسائل الإعلام، وقد أمضى سنوات حياته ونضاله في الثورة الفلسطينية في العمل بعيداً عن الأضواء، ولكن الحقيقة ظهرت عندما تحدثت القيادة الفلسطينية عن إرثه النضالي ومكانته بعد اغتياله، كما أن الرئيس القائد ياسر عرفات وصفه بالمناضل الكبير، والبطل القومي.