دلياني: الاحتلال يرتكب جريمة “إبادة ثقافية” ممنهجة في غزة لمحو تاريخنا وهويتنا، قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في فتح ، إن جيش الإبادة الجماعية الإسرائيلي، ينفذ جريمة محو وتدمير ممنهج للمعالم الثقافية والتراثية التي تربط شعبنا بأرضنا، عبر تدمير التراث الثقافي والتاريخي في قطاع غزة.
وأوضح القيادي الفتحاوي، أن هذا المخطط يسعى من خلال التدمير المتعمد للآثار التاريخية والتراثية الى محو هوية شعبنا ومستقبله، مؤكدا أن الاحتلال يرتكب إبادة ثقافية تتطلب تحقيقا دوليا عاجلا وإجراءات حاسمة للحفاظ على تراث غزة للأجيال القادمة.
وأكد المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في فتح، أن “المواقع التراثية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، كانت بمثابة حلقة وصل حيوية تربط شعبنا بتاريخه الثري، مشيرا إلى أن تدمير الاحتلال المتعمد لميناء غزة القديم، ومسجد يضم مخطوطات نادرة، وأحد أقدم الأديرة في العالم من بين 195 موقعًا تراثيًا، دمرها الاحتلال في قطاع غزة منذ شهر تشرين الاول الماضي.
وأضاف عضو المجلس الثوري، أن “قوات الاحتلال تعمدت تدمير متاحف غزة، حيث تم قصف متحف رفح في غارة جوية يوم 11 تشرين الأول، ومتحف القرارة في غارة جوية أخرى بنفس الشهر ومتحف الفندق الذي تعرض للتدمير جراء قصف إسرائيلي في 3 تشرين الثاني، وقصر الباشا الذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر والذي قصفته طائرات الاحتلال الحربية في 11 كانون الأول، ضمن تدمير منهجي إسرائيلي للتراث الثقافي الفلسطيني.
وسلط دلياني الضوء على تدمير غارة جوية إسرائيلية في 8 كانون الأول لمكتبة الجامع العمري الكبير التي تأسست عام 1277، وكانت تحتوي على مجموعة من المخطوطات النادرة، تشمل نسخ قديمة من القرآن الكريم وكتب الفلسفة والطب، إضافة إلى تدمير المسجد نفسه.
وتابع دلياني، أن “الكنيسة البيزنطية في جباليا، التي بنيت عام 444، والمزينة بالفسيفساء والنصوص الدينية، تم تدميرها نتيجة القصف الإسرائيلي، كما قصف الاحتلال ودمر في 19 تشرين الأول دير القديس هيلاريون في النصيرات، والذي يعود تاريخه إلى العصر الروماني، وكنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس.
وأشار دلياني إلى أن “مفهوم “الإبادة الثقافية”، أي المحو المنهجي لتاريخ الشعوب وتراثها، له جذور تاريخية عميقة، ومؤخرًا قام تنظيم داعش بتدنيس مواقع مثل مسجد النوري ودمر الآثار في العراق وسوريا، موضحا أن هذه الجرائم الشبيهة بتلك التي يرتكبها الاحتلال في غزة، تهدف إلى محو التاريخ والمساس بالهوية الوطنية.
ولفت دلياني، إلى أن التقارير الأخيرة، كشفت عن فقدان أكثر من 70% من أرشيفات غزة، وتدمير أكثر من 87 مكتبة عامة ومركز التخطيط الفلسطيني، مشيرا إلى أن فقدان تلك الوثائق القانونية والتاريخية يؤدي إلى تفاقم ازمة شعبنا، مما يقوض قدرتنا على إثبات ملكية الأرضي والحفاظ على تراثنا الثقافي.
وشدد دلياني على الحاجة الملحة إلى حماية شعبنا وتراثه الثقافي والتاريخي بموجب القانون الدولي، قائلا، “إن تاريخ غزة الثري يستحق الحماية بموجب اتفاقية لاهاي لعام 1954، وهي اتفاقية اعترفت بها كل من منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال، مضيفا أن، “تاريخنا الثري وتراثنا الثقافي هما حجر أساس لهويتنا الوطنية، والحفاظ عليهما أمر بالغ الأهمية لبقائنا ومستقبلنا”.