أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن القمع الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني امتد ليشمل المجال الرقمي، مشيرًا إلى “التواطؤ الواضح” لشركات منصات التواصل الاجتماعي وخاصة شركة “ميتا” في هذا السياق. وقال دلياني: “في ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي تسببها دولة الاحتلال من إبادة جماعية، وتهجير قسري، وفصل عنصري، أصبح هناك بُعد جديد من القمع، وهذه المرة عبر السياسات الرقمية لشركات منصات التواصل الاجتماعي مثل ميتا، التي تدير ‘فيسبوك’ و’إنستغرام’ و’ثريدز’ و’واتساب’.”
وأضاف دلياني ان التحقيقات الأخيرة كشفت عن انخفاض حاد في التفاعل على الصفحات الفلسطينية على “فيسبوك” بنسبة 77% منذ بداية الهجوم الإبادي على غزة في أكتوبر 2023: “هذا التراجع المروع في التفاعل لا يمكن تفسيره إلا من خلال التواطؤ الخوارزمي المتعمد لتمرير الرواية المضللة للاحتلال، في مسعى مكشوف لتكميم أصواتنا وإلغاء الحقيقة.”
وتابع دلياني موضحًا: “إن هذا القمع الرقمي يتزامن مع الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، حيث أقدمت قوات الاحتلال على قتل 196 صحفيًا فلسطينيًا خلال ال ١٤ شهر الماضية من حرب الابادة في محاولة متعمدة لقتل الحقيقة نفسها. هذه الجرائم ليست مجرد هجمات على الصحفيين، بل هي هجوم على وجودنا ككل، على هويتنا وروايتنا.”
كما لفت دلياني إلى التناقضات الفاضحة في طريقة تعامل منصات شركة ‘ميتا’ مع المحتوى الفلسطيني، قائلاً: “نلاحظ التمييز الواضح في كيفية تعامل ميتا مع المحتوى الفلسطيني والإسرائيلي. في حين يتم السماح للإعلام الإسرائيلي بالتحريض والدفاع عن جرائم الاحتلال، يتم تصنيف المنشورات الفلسطينية على أنها ‘تحريضية’، بل ويتم تحريف حتى العبارات البسيطة مثل ‘الحمد لله’.”
وأدان دلياني سياسات ميتا التي وصفها بأنها “تعمل على تعزيز القمع العنصري الرقمي”، وقال: “إن الاعتراف العلني من ميتا بتنفيذ ‘إجراءات مؤقتة’ ضد المحتوى الفلسطيني يثبت أن هذه السياسات هي جزء من مخطط أوسع يهدف إلى إسكات صوت الضحايا ورفع صوت الجلاد.”
وفي الختام، شدد دلياني على أن هذه السياسات تهدف إلى “تطبيع جرائم الابادة الإسرائيلية” وتغطية الحقائق القاسية عن العالم، قائلاً: “هذه السياسات الرقمية تعمل على فرض صمت عالمي من خلال بوابات رقمية، مما يسهم في تطبيع الإبادة الجماعية والتهجير القسري والإرهاب الاستعماري الاستيطاني، وتدمير إنسانية شعبنا.” وأضاف: “لن نسمح لهذه المحاولات أن تمحو روايتنا، نضالنا مستمر، ولن تنجح الخوارزميات أو الرصاص في إسكاتنا.”