قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح: «إنّ الغضب الذي أبدته دولة الإبادة الإسرائيلية تجاه الاعتراف بدولة فلسطين يكشف عمق خوفها من العدالة الدولية، ويؤكد سقوط روايتها المزوّرة أمام الشرعية الأممية، بعد عقود من محاولات طمس الهوية الوطنية الفلسطينية».
وأوضح القيادي الفتحاوي أنّ رفض الاحتلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية يأتي امتداداً لسياسة التطهير العرقي التي تُمارَس بأبشع صورها عبر مجازر جيش الإبادة الإسرائيلي، وتكريس نظام الأبارتهايد، وتسارع الاستيطان الاستعماري على الأرض الفلسطينية المحتلة. وأشار إلى أنّ هذا الموقف يقوده بنيامين نتنياهو، مجرم الحرب المطلوب بموجب مذكرة توقيف دولية بتهمة الإبادة، الذي أعلن بوضوح أنّه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية غرب نهر الأردن. وأضاف أنّ وزراء حكومته يفاخرون علناً بمخططات ضمّ أراضٍ جديدة وتوسيع المستوطنات باعتبارها استراتيجية دائمة لدولة الابادة الاسرائيلية وصولاً للتطهير العرقي.
وبيّن دلياني أنّ هذه العقلية تقع في سياق تاريخي طالما انتهجه الطغاة ومجرمو الحرب، فقد لجأ نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا إلى رفض اعتراف العالم بحقوق الأغلبية السوداء، كما سعى قادة التطهير العرقي في البلقان إلى نزع الشرعية عن البوسنة، وحاول النظام النازي تصوير الرفض الدولي لجرائمه على أنها مؤامرات. واليوم تعيد دولة الإبادة الإسرائيلية إنتاج هذه اللغة المأزومة، لأنّ الاعتراف بفلسطين يفتح أبواب المحاسبة ويضع حداً لعقود من الإفلات من العقاب.
واختتم دلياني مؤكداً أنّ اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطين حقيقة قانونية راسخة، لا رجعة عنها، وركيزة أساسية في مسيرة التحرر الوطني الفلسطيني.