غزة: قال د. سفيان أبو زايدة، القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح “أنه عندما كان ينعقد المجلس المركزي أو الوطني الفلسطيني قبل عقود، يكون هناك أحداث كبرى على الأقل على المستوى العربي والإقليمي، أما انعقاد المجلس المركزي هذه الأيام لن يتخذ قرارات استراتيجية، والكل الفلسطيني على يقين بأن هدف هذه الدورة استكمال الفراغات في اللجنة التنفيذية وتعزيز شرعية الرئيس عباس”.
وأضاف أبو زايدة في تصريح صحفي له “إن الشعب الفلسطيني غير مهتم بتعبئة الفراغات أو بقدوم حسين الشيخ، أو جبريل الرجوب الذي حاول أن يكون في هذا المكان، لكن الرئيس عباس قولاً قاطعاً في اللجنة المركزية بدون تصويت قال لهم بأن حسين الشيخ سيكون في اللجنة التنفيذية بدون حتى موافقتهم؛ وبالتالي لم يكن هناك توقعات”.
وتابع “المشكلة الأساسية تكمن في الانقسام الفلسطيني وانعدام الرؤية الوطنية الموحّدة للأحزاب والقوى السياسية الفلسطينية، مما أدى إلى أن القضية الفلسطينية لم تعد مهمة بالنسبة للعرب والمجتمع الدولي وأصبحت تتقدمها قضايا أخرى، وانخفاض مستوى الدعم المقدم للشعب الفلسطيني بسبب ضعف السلطة الفلسطينية والفساد المستشري في مؤسساتها مثلما حدث في ملف وقفة عز ومستشفى السرطان وملفات فساد أخرى”.
وأردف “إننا كفلسطينيين خسرنا أنفسنا، وأقمنا منظومة مُهيمَن عليها كلياً من مجموعة صغيرة على رأسها أبو مازن وتهيمن على القضاء والسياسة والأمن والمال، وبالتالي انحصرت القضية الفلسطينية في سلطة كان مفروض أن ينتهي دورها في عام 1999؛ لأنها وجدت بشكل مؤقت عام 1994 حتى تنتهي المفاوضات عام 1999 بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لكن دور السلطة تحول إلى إدارة مدنية بكل مهماتها”.
وشدد على أنه لا يمكن الحديث عن مفاوضات، ولا يوجد ما يجبر إسرائيل على الجلوس على طاولة المفاوضات للتفاهم على دولة فلسطينية، في حين أنها تأخذ ما تشاء من الضفة الغربية وقواتها تصول وتجول فيها، قائلاً “رأينا جميعا كيف اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس وقامت باغتيال ثلاثة شبان في وضح النهار”.
واستطرد “جزء كبير من أبناء تيار الإصلاح الديمقراطي دفع ثمناً غالياً، سواء معنوي أو مادي أو على صعيد رتبته أو حركته أو حتى جواز سفره إلى آخره من كل هذه القرارات الظالمة، بسبب نصرة القائد محمد دحلان الذي بدأت الإجراءات فيه، لكننا كنا نفهم بأن المقصود كان إبعاد أخونا أبو فادي عن المشهد، لأنه لو كان حاضراً في دائرة صنع القرار لما حدثت أشياء كثيرة خلال الـ17 عاماً الماضية”.
وفي ختام حديثه، قال “نحن كأي إنسان فلسطيني تهمّه هذه السلطة وهذا المشروع الوطني، لأننا دفعنا ثمناً من شبابنا في رأس المال، وبالتالي كان من الصعب علينا أن نتقبّل هذا الاستبداد والاستفراد وهذه الهيمنة على النظام السياسي الفلسطيني، كان موقفنا ألا نصل إلى هذه الحالة بأن يقرر شخص واحد ما يريده، وقد حاولنا وبذلنا جهوداً وقدمنا تضحيات ومازلنا نؤمن أن رسالتنا ما زالت مستمرة ولن نيأس أو نحبط”.