غزة: كتب: ماجد أبو شمالة:
من له في فتح أكثر مما لنا فيها، فنحن جزء من تاريخها وحاضرها ومستقبلها، منا الأسير ومنا الجريح، ومنا الشهيد ومنا مؤسسين الحركة الوطنية الأسيرة، ومنا أبطال القيادة الموحدة في الانتفاضة الأولى، ومنا مؤسسي مجموعات عيون قارة وصقور الفتح، ومجموعات رفيق السالمي وكتائب الأقصى، ومنا قيادات العمل الوطني والسياسي والنقابي، قاتلنا في صفوفها، وشاركنا في بناء مؤسساتها فماذا لغيرنا فيها؟؟ ! لم يكن يوما خلافنا مع فتح وإنما دوما كان اختلافنا عليها، من أجل النهوض بها واستعادة ريادتها وشبابها ،وأن كفاحنا طوال السنوات الماضية كان من أجل الحفاظ عليها وسد ثغرات العجز التي خلفها الجاثمين على صدرها ،نحن فقط نطالب بتصويب المسار والايفاء بالوعد والحفاظ على العهد، من خلال التمسك بهوية فتح وأدبياتها الأصيلة التي تربينا عليها والاحتكام لنظامها الداخلي وتفعيل مؤسساتها، بعيدا عن الهيمنة والتفرد وتأليه الأشخاص، وبما يسمح بتدافع الأجيال، وإعطاء الفرص للأكفأ الذي يحظى باحترام القواعد، بعيدا عن القص والتفصيل وصناعة مليء الشواغر، بما يتناسب ورغبات المتحكم والمهيمن على قرار الحركة، التي حولها الجاثم على صدرها من حركة وطنية جماهيرية وثوار بوصلتهم القدس وفلسطين الى حركة موظفين تؤدي دورها في حماية الاستيطان والمستوطنين.
إن من لم يخالط أو ينخرط مع تيار الإصلاح بحركة فتح، له العذر بأن يقول ما يشاء، فنحن نعذره لأن أبناء التيار خلال وقت قياسي استطاعوا بوعيهم وانتمائهم صنع نموذج نجاح، وهالة كبيرة لم يعتد عليها البعض، فهو بمكوناته أصبح صالح لأن يكون كيان حر قائم بذاته، لاسيما بعد توسع شعبيته وقبول الكثير من فئات الشعب الفلسطيني له، خاصة: وأن التيار لا يملك من المغريات أو الترهيب الذي يمتلكه إطار المقاطعة شيء، “فكل منتمي للتيار جاء بإرادة حرة وقناعة كاملة” وغالبيتهم العظمى ضحوا بقوت أطفالهم وتعرضوا للابتزاز الرخيص في مصالحهم، وقاوموا مغريات المقاطعة ووعودها الجوفاء، و كل عنصر في تيار الإصلاح يقاتل بوعي كامل من أجل “فتح”، التي يؤمن إيمان راسخ أنها له، ولا يحق لأي كان خطفها منه أو إقصائه منها، ونحن على يقين كامل أن من تخلف من اخوتنا عن الركب، سيلحق بنا حتما بعد زوال المؤثرات التي تساهم في إرهابه، و عند اِنفراط سبحة مجموعة المقاطعة، وزوال مصالح قيادات الصدفة، نؤكد لكل اخوتنا الشرفاء والشرفاء فقط في فتح، أن أماكنهم بيننا محفوظة ونرحب بهم في أي وقت للنهوض بحركتنا الكبيرة، والعملاقة فتح التي كانت أنبل وأطهر ظاهرة عرفها التاريخ والتي يجب أن تعود كما كانت.
أما وجود خلافات داخل أطر التيار من أجل تقرير خيار مصيري!! فهذا وهم وعدم إدراك لماهية التيار، وشكل ادارته، فكما تطور التيار كماً فهو أيضا يتطور نوعاً، والتيار منذ بداياته لم يكن فيه قرارات تخضع للمزاجية او إرادة الفرد، رغم محدودية الافراد المنادين بفكرة التيار، فكيف سيكون الامر اليوم بعد استقطاب التيار خيرة أبناء الحركة وكوادرها، من كفاءات تنظيمية، ومجتمعية، وعلمية، فان التيار غير عاجز عن اتخاذ قرار يتماهى مع اسمه وشعاراته التي رفعها كتيار “إصلاحي ديمقراطي”.
إن انتمائنا لفتح وتمسكنا بها هو “خيار استراتيجي” ولكن، هذا لا يمنع أن نتخذ في المستقبل خطوات تكتيكية، إذا فرضت علينا من أجل الحفاظ على هدفنا الاستراتيجي، وهو استعادة “فتح “من خاطفيها التي نؤمن أننا منها وأنها منا، حتى لو أشاع البعض عكس ذلك أو إدعى عكس ذلك أو رغب فيه، وإن غدا لناظره قريب وكما كان يقول دوما الرمز والزعيم ياسر عرفات يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقين.