ياسر رأفت بربخ، مواليد 15 مايو، من سكان محافظة رفح، منطقة تل السلطان جنوب قطاع غزة. ارتقى شهيدًا عن عمر ناهز 25 عامًا في يوم 23 أكتوبر 2023، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزل أحد جيرانه في منطقة تل السلطان، دون أي إنذار مسبق. أسفر القصف عن استشهاده مع عدد من أصدقائه، وذلك في بيت صديقه أحمد أبو سليمة، الذي استشهد بدوره مع آخرين كانوا داخل المنزل.
مسيرته النضالية والتنظيمية
انتمى ياسر منذ صغره إلى حركة فتح، وعمل في صفوف الشبيبة الفتحاوية منذ أن كان في المرحلة الإعدادية والثانوية. تميز بنشاطه اللافت داخل المدارس، وكان من الطلاب البارزين في العمل الطلابي، حيث درس في مدرسة الشهيد أحمد ياسين الثانوية للبنين، وهناك برز كشخصية طلابية قيادية تمتلك رؤية سياسية مبكرة جعلته يتفوق على أقرانه في التفكير والنضج الوطني.
كان أحد كوادر تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، مؤمنًا بفكرة التجديد والإصلاح داخل الإطار التنظيمي، وكرّس وقته وجهده لخدمة أبناء شعبه وقضيته.
التعليم والحياة الأكاديمية
أنهى دراسته الجامعية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية في جمهورية مصر العربية، ثم واصل مسيرته الأكاديمية في جامعة الأقصى بغزة، حيث نال درجة الماجستير في الدبلوماسية والعلاقات الدولية.
عرفه أصدقاؤه وزملاؤه بلقب “السياسي المبهر”، وتميز بعمق تحليله ونضجه السياسي، وقدرته على إدارة النقاشات الفكرية والوطنية، رغم صغر سنه.
وصاياه الأخيرة وإرثه المعنوي
ترك ياسر وصايا ورسائل مسجلة قبيل استشهاده، عبّر فيها عن حبه للحياة وحرصه على ترك أثر طيب، فقال في إحدى رسائله:
“ربما تكون هذه رسالتي الأخيرة… اكتبوا على شاهدي: هنا يرقد شخص أحب الحياة وبذل كل ما في وسعه… ادعوا لي.”
وقد أجمع من عرفوه على أنه كان شابًا طموحًا، مثقفًا، حاضرًا في المشهد السياسي، وصاحب بصمة مميزة في محيطه.
إحياء الذكرى والتكريم
في 23 أكتوبر 2024، أُقيمت فعالية لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده، نظمها تيار الإصلاح الديمقراطي في رفح، تخليدًا لمسيرته وتضحياته. كما نعته منصة الشباب العربي للتنمية المستدامة، التي كان عضوًا ملتزمًا فيها، مؤكدة أنه مثال للشباب الفلسطيني المناضل والمثقف.
الشهيد ياسر بربخ لم يكن مجرد اسم يُضاف إلى سجل الشهداء، بل كان مشروع قائد، حمل الوعي مبكرًا، وآمن بالحرية، وسار على درب النضال بالكلمة والموقف، حتى ارتقى شهيدًا على أرض أحبها وعاش لأجلها.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته