أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال ضد شعبنا في قطاع غزة، هي استمرار لنهج ترسيخ التفوق العنصري الصهيوني، وذروة مشروع استعماري يمتد لسنوات طويلة يسعى إلى القضاء على الوجود الفلسطيني الأصيل، واغتيال الهوية الوطنية لشعبنا.
وأضاف دلياني، أن هذه الحرب الابادية تهدف أيضاً إلى ترسيخ نظام الفصل العنصري بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، ما يجعل أي حديث عن حقوق الإنسان أو العدالة في المنطقة زائفاً وغير ذي معنى.
وأشار دلياني إلى أن الهجمات الإبادية التي تشنها دولة الاحتلال في غزة والاعتداءات التدميرية على لبنان لا تخدم أي رؤية سياسية واقعية أو ذات مغزى، بل هي مجرد وسيلة لخدمة المصالح السياسية لحكومة نتنياهو، التي باتت تُغرق المنطقة في أتون صراعات إقليمية أوسع.
وأوضح أن هذه التكتيكات، التي تشمل التوسع الإقليمي والتطهير العرقي والقصف الشامل، قد دمرت أي أمل في الوصول إلى اي حل سلمي في ظل سيادة القيّم المجتمعية العنصرية والابادية والاستعمارية في دولة الاحتلال.
وسلط دلياني الضوء على قوانين “يهودية الدولة” التي سنتها دولة الاحتلال والتي تعد إعلان قانوني صريح يجسد المبادئ العنصرية للصهيونية وتفضح زيف ادعاءات الديمقراطية.
وأكد دلياني أن النظام دولة الاحتلال الإبادي القائم على مفاهيم الفصل العنصري والذي تم التستر عليه لعقود بوعود كاذبة عن سلام منشود، قد كشف الآن عن وجهه الحقيقي فهو مشروع استعماري إبادي يهدف إلى محو الوجود الفلسطيني من الخارطة.
ووجه دلياني دعوة صريحة إلى المجتمع الدولي لوقف تواطئه في جرائم الحرب التي ترتكبها دولة الاحتلال، مطالباً باتخاذ موقف حازم ضد هذه الإبادة، محذرا من أن ثمن عدم اتخاذ أي إجراء ضد دولة الاحتلال لن يقتصر فقط على سقوط المزيد من الضحايا المدنيين من شعبنا ودول الجوار، بل سيمتد ليشمل الانهيار الأخلاقي الكامل للنظام العالمي الذي يسمح باستمرار هذه الجرائم ضد الإنسانية دون رادع أو عقاب.