أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن حملة الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال في شمال قطاع غزة تتصاعد بصورة وحشية، إذ تعتمد قوات الاحتلال على استراتيجية إجرامية تقوم على التجويع والقصف الممنهج كأدوات لتنفيذ مخطط تطهير عرقي طويل الأمد.
وأوضح دلياني أن هذا التصعيد الإبادي يسعى إلى تفريغ الأراضي الفلسطينية في شمال القطاع من سكانها، وإعادة تشكيل الواقع الديموغرافي والجغرافي فيها، من خلال استهداف متعمد للمدنيين بالقصف الجوي المتواصل والحصار الخانق الذي يحرمهم من أبسط مقومات الحياة.
وأضاف أن الحملة الإجرامية الحالية التي تشنها دولة الاحتلال في غزة ليست سوى امتداد لسياسات راسخة في تاريخها الاستعماري، تهدف إلى إعادة صياغة الحقائق على الأرض من خلال التطهير العرقي وفرض واقع جديد بقوة السلاح والارهاب.
وأشار دلياني إلى أن هذه الحملة لا تقتصر على قتل المدنيين، بل تسعى إلى تغيير النسيج الاجتماعي لقطاع غزة على المدى الطويل، مؤكداً أن تهجير مئات الآلاف من اهلنا في القطاع يمثل جريمة حرب مُتعمدة وممنهجة تهدف إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني في غزة.
وشدد على أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لوقف هذه الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال، مضيفاً أن ما نشهده اليوم هو حملة تطهير عرقي غير مسبوقة تحمل تداعيات كارثية على المدى البعيد، وستؤثر سلباً على مستقبل شعبنا بأسره.
وفي هذا السياق، أكد دلياني على الترابط التاريخي بين جرائم التهجير القسري التي تعرّض ويتعرض لها شعبنا والأطماع الجيوسياسية غير الشرعية لدولة الاحتلال، مشيراً إلى أن التلاعب بالحدود والتغيير الديمغرافي القسري ليسا سوى أدوات لاستكمال السيطرة الاستعمارية ونهب الأراضي وحقوق شعبنا.