آخر الاخبار

تخرب برأيي ولا تعمر برأي غيري!

كتب: توفيق أبو خوصة: قبل الإعلان عن المراسيم الرئاسية لإجراء الانتخابات المتتالية في فلسطين وتوافقات (الرجوب والعاروري)، الرئيس أبو مازن اجتهد في استحضار كل شياطين الجن والإنس في الأمن والقضاء والسياسة والتنظيم والفتوى للبحث في كيفية شطب وإقصاء النائب محمد دحلان وعناوين تيار الإصلاح الديمقراطي من المشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة، وجاءت المراسيم الخاصة بفك وتركيب وضبط الجهاز القضائي في السلطة تتويجاً لخلطة العفاريت التي أعدها في كواليس الغرف المغلقة، فهو اعتقد بذلك أنه كسر النواة الصلبة وقادر على إزاحة الخصم الأقوى والأخطر، ثم انتقل إلى مرحلة أخرى وهي التلويح بقتل واغتيال كل من يفكر بالترشح خارج القائمة الفتحاوية التي تحظى بمباركته، وفي نفس الوقت زينت له فرقة حسب الله أن الأمور سوف تسير حسب الكتالوج الرئاسي، وأن القائد الأسير مروان البرغوثي من الممكن استيعابه وإرضائه بوضع اسمه على رأس قائمة المرشحين للتشريعي، غير أن هذه العتمة الاصطناعية قطعاً لن تفيد في تحقيق المرام وهي ليس أكثر من “فنكوش كبير” يخفي تحته عبوة ناسفة متكتكة بانتظار الانفجار قبل يوم الانتخابات 22-5-2021م.

نقول للرئيس أبو مازن إن إنكار الشيء لا يعني عدم وجوده، ومن يخاف من العفريت راح يطلع له، لذلك الطيب أحسن، وحدة فتح ولملمة شتاتها هو الحل ولا حل غيره، فتح ليست قطيع، وسترى من الكوابيس ما يقصر العمر إذا تماديت في الكبر وعدم التسليم بمتطلبات الواقع والقفز عما يضمن وحدة الحركة، لا تطولها سيرة ما هو ممكن اليوم قد يكون في حكم المستحيل غداً، وحينذاك يكون قد فات الأوان.

تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح لن يتردد للحظة في خوض غمار كل معركة انتخابية (رئاسية– تشريعية– مجلس وطني– بلديات– نقابات– جمعيات أهلية– أندية رياضية)، وكل موقع أو لجنة تجري فيها انتخابات سواء في الداخل أو الخارج، وهذا التوجه الاستراتيجي والقرار الحاسم يأتي من منطلق عدم ترك حركة فتح رهينة مختطفة الإرادة ومجهولة المصير ويهدف إلى القتال بكل السبل من أجل استعادة هيبتها واسترداد كرامتها المهدورة في ظل حالة عاجزة وفاشلة لا تريد الخير والقوة لها.

الرئيس أبو مازن صحيح قد تستخدم أدواتك الأمنية والقضائية والوظيفية ضد تيار الإصلاح في حركة فتح وكل من يختلف معك أو عليك، ولكن هذا كله لن ينفعك بشيء لا أنت ولا من يزين لك ذلك، أما إذا تحدثنا عن خيارات القائد مروان البرغوثي فهي غير منفصلة عن حسابات المرحلة السابقة التي تعرفونها جيداً وبالتأكيد عليكم أخذ كل التوقعات في الحسبان حتى الأسوأ لكم، كذلك بالنسبة لجيش الفتحاويين من كوادر وقيادات تاريخية وميدانية ممن طالهم التهميش والبطش والإقصاء حدث ولا حرج، ومثلهم عناصر الحركة وأنصارها ممن ذاقوا من لدنكم كل ألوان المعاناة والظلم والقهر والانتقام بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

إن حركة فتح اليوم تعيش أسوأ ظروفها ولا يخفى ذلك إلا على أعمى البصر والبصيرة، وعندما جرت الانتخابات التشريعية 2006 كانت أفضل حالاً بما لا يقاس مع اليوم، ومنذ توليت قيادتها وهي تنحدر من سيء إلى أسوأ، وكأن الأمر يسير ضمن خطة يجري تنفيذها على مراحل، هناك فرصة قد تكون الأخيرة لتفعل شيئاً قبل أن تغيب عن المشهد الفلسطيني، أن تُنجز وحدة فتح قبل خوض المعركة الانتخابية، لا تأخذ فتح إلى هزيمة تساوي الحتف، ولكن للأسف رهاناتك السابقة واللاحقة لم ولن تأتِ إلا بالأسوأ، والدليل أن كل نداءات الفتحاويين الغيورين والعقلاء لم تجد لديك أذناً صاغية وتذهب أدراج الرياح، وفي كل مرة لسان حالك يقول “تخرب برأيي ولا تعمر برأي غيري”، وبلاش منها كذبة أن فتح موحدة، استقم يرحمك الله، فلسطين تستحق الأفضل… لن تسقط الراية.

أخبار ذات صلة