اقرأ أيضاً

بيانات صحفية

استحقاقات انتخابية

كتب: توفيق أبو خوصة: عندما تكون هناك معركة يجب أن تكون كما يجب أن تكون في المعركة، وحتى تكسب المعركة يجب أن تكون جنديا فيها حتى تشعر بقيمة الانتصار أو مرارة الهزيمة لا سمح الله، غير أن الانتخابات القادمة معركة لها ما بعدها وكان لها ما قبلها، إلا أن ما يحدد نتائجها هو ما تفعله اليوم وما تبذله من جهد لرسم خارطة المستقبل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن معركة الانتخابات من الخطورة والأهمية أكثر بما لا يقاس على أي معركة أخرى، لأنها الأساس الذي يبنى عليه إمكانية القدرة على مواجهة التحديات الأخرى على المستويات كافة.

من هنا فإن الاستعداد والجاهزية لخوض العملية الانتخابية وتحقيق الأهداف المنشودة يحتاج إلى تجنيد كل الإمكانيات والأدوات التي تقود إلى الفوز فيها، يجب فيها المراهنة إلى أبعد مدى على حسن التخطيط والتنفيذ والأداء، والمتابعة الشاملة لكل التفاصيل والمثابرة على بذل أقصى الجهد الممكن إلى جانب التقييم والتقويم بشكل دائم ومعالجة الثغرات التي قد تبرز هنا أو هناك، لكن الأهم والمهم والهام فيها أنها تعتمد على الفعل المنظم والقرار الحاسم البعيد كل البعد عن الأهواء والمزاجيات والحسابات الشخصية، بالقفز الواعي والمسؤول عن (الأنا المتورمة) والتحصين الذاتي والجماعي في بوتقة (النحن المعظمة)، وتعميم معاني التضحية من أجل المجموع حتى لو كانت في نفسك غضاضة، لأن انتصار المجموع فيه انتصار وطني وتنظيمي وشخصي للفكرة التي تؤمن بها وتنتمي لها، وهنا على القيادات المتقدمة أن تعطي النموذج والقدوة لمن هم دونهم في المراتب التنظيمية والحزبية فعلاً لا قولاً، مما يعمق المسؤولية لدى مختلف الشرائح في التعامل بجدية مع كل مفردات العملية الانتخابية ويعلي من القيم التفاعلية والإيجابية في الأداء والتجاوب التنظيمي والجماهيري لتحقيق النتائج المرجوة، كما يجسد ويعزز مفاهيم الانضباط والالتزام ومعاني التضحية والعطاء التي تشكل أهم عوامل الفوز والانتصار.

علاوة على ما تقدم، حريٌ بنا القول أن المعركة الانتخابية القادمة بكل ما لها وعليها من إيجابيات ومآخذ تضع تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح أمام مفترق مصيري وحاسم، سواء على طريق الإصلاح أو ممارسة الخيار الديمقراطي باعتبارهما المدخل الحقيقي لتصويب البوصلة التنظيمية والوطنية والجماهيرية وتكريس المفاهيم والقيم الديمقراطية كمنهج للحياة الفلسطينية بعيداً عما أصابها من عوار وشذوذ خلال المرحلة السابقة، لذلك يجب أن يمتلك مفاتيح القدرة على التغيير والإصلاح وإنجاز الأهداف والآمال التي يعلقها على مشاركته في العملية الانتخابية، والمعنى أنه لا يبحث عن إثبات الحضور تنظيمياً أو وطنياً فقط، فهو حاضر وموجود على الساحة السياسية بقوة، بل يسعى من أجل تحقيق المفاجأة الانتخابية الأبرز عبر قائمةٍ وطنيةٍ تعتمد على معايير الكفاءة والشفافية والماضي المشرف والقدرة على خدمة القضايا المجتمعية وحماية الثوابت الوطنية وإعلاء صوت الحق والعدالة في كل المحطات عبر كتلة برلمانية وازنة لا يمكن تجاوزها، هذا في حال استمرار منهج الإقصاء والاستعلاء ودفن الرؤوس في الرمال من جانب قيادة فتح الرسمية التي ترفض التسليم بالواقع وتطوراته ومتطلباته، إذ ما يزال التيار يمد يده لوحدة الحركة وتصليب جبهتها الداخلية ولملمة شتاتها من أجل خوض معركة الانتخابات بقائمة فتحاوية واحدة وموحدة تأخذ بعين الاعتبار كل معايير الفوز والنجاح الذي يحفظ لفتح دورها الريادي والطليعي، لكن اليد الممدودة لن تبقى معلقة في الهواء بكل الظروف، بل هناك ما تستطيع إنجازه في الميدان وبالتأكيد لصالح حركة فتح، وهنا لابد من الإشارة إلى أن المشاركة عبر قائمة انتخابية وطنية موسعة نواتها الأساسية الكادر الفتحاوي في التيار تمثل خطوة جادة وضاغطة من أجل وحدة فتح بعد الانتخابات لأنها هدف استراتيجي ثابت لا يمكن الحياد عنه، وهذا ما يزيد من عبء المسؤولية على كل الفتحاويين والوطنيين الذين يراهنون على وحدة فتح وحماية دورها وكينونتها من الضياع بين الحسابات والأجندات الشخصية والفئوية والجهوية الخاطئة، حسابات السرايا غير حسابات القرايا، الانتخابات محطة مفصلية بها نستطيع معا تصويب المسار وحسن الخيار والاختيار بما يلبي طموحاتنا الوطنية، والرهان القائم والقادم معقود على وعي شعبنا الفلسطيني وقدرته على تمييز الغث من السمين، استقيموا يرحمكم الله، فلسطين تستحق الأفضل… لن تسقط الراية.